الاستعداد لما قد لا يحدث والتعامل مع ما حدث, وقراءة متأنية لدورالأزمة بشكل عام يقضي بنا إلى تلمس خيط يقودنا إلى حقيقة مفادها أن المجتمعات التي اعتمد الهرم القيادي فيها على فرق خاصة وكفاءة في التعامل مع الأزمات كانت أكثرقوة واستمرار من قريناتها التي انتهجت أسلوبا مغايرا تمثل بالتصدي المرتجل والتعامل بطرق غير مدروسة والصراع والتوتر ما أدى بالتالي إلى ضعفها، فالأزمات ظاهرة ترافق سائر الأمم والشعوب في جميع مراحل النشوء والارتقاء والإنحدار.
الأزمة هي قدرًا من الخطورة والتهديد وضيق الوقت والمفاجأة ويتطلب استخدام أساليب مبتكرة وسريعة. وهي توقف الأحداث في الدولة واضطراب العادات مما يستلزم التغييرالسريع لإعادة التوازن ومهارة عالية لإدارتها والتصدي لها.
إدارة الأزمات مجابهة الأزمة عند حدوثها وليس الاستعداد لها قبل حدوثها ويكون هدفها تجاوز الأزمة أو التقليل من أخطارها على اقل تقدير، وتعني بالأساس كيفية التغلب على الأزمات فعلم إدارة الأزمات هو علم إدارة التوازنات والتكيف مع المتغيرات المختلفة وبحث أثارها في كافة المجالات.والتعامل مع الأزمات بكفاءة وفاعلية ودراسة أسباب الأزمة لاستخلاص النتائج لمنع حدوثها أو تحسين طرق التعامل معها مستقبلاً.
إدارة الأزمات تتطلب تكوين فريق يكون ممثل لأعلى سلطة لأن الأزمة تتطلب ردود أفعال غير تقليدية مقيدة بضيق الوقت وضغوط الموقف . وتتطلب وجود أكثر من خبير ومختص وفني وتحديد التصرف المطلوب بسرعة وتناسق وعدم ترك الأمور للصدفة.
التدريب على التخطيط للأزمات يُـعد من المسلّمات الأساسية في الدول الناجحة فهو يساهم في منع حدوث الأزمة أو التخفيف من آثارها وتلافي عنصر المفاجآت المصاحب لها. أن التخطيط يتيح لفريق عمل إدارة الأزمات القدرة على إجراء رد فعل منظم وفعّال لمواجهة الأزمة بكفاءة عالية الاستعداد لمواجهة المواقف الطارئة غير المخطط لها التي قد تصاحب الأزمة. لذلك النجاح في عملية إدارة الأزمات يتطلب عدة عوامل منها:
• إيجاد وتطوير نظام إداري مختص يمكّن الدولة من التعرف على المشكلات وتحليلها ووضع الحلول لها بالتنسيق مع الكفاءات المختصة.
• العمل على جعل التخطيط للأزمات جزءًا هامًا من التخطيط الاستراتيجي.
• ضرورة عقد البرامج التدريبية وورش العمل للموظفين في مجال إدارة الأزمات.
• ضرورة التقييم والمراجعة الدورية لخطط إدارة الأزمات واختبارها تحت ظروف مشابهة لحالات الأزمات وبالتالي يتعلم الأفراد العمل تحت الضغوط.
ومن أساليب حل الأزمات والتعامل معها احتواء وتحويل مسار الأزمة تستخدم مع الأزمات بالغة العنف والتي لا يمكن وقف تصاعدها وهنا يتم تحويل الأزمة إلى مسارات بديلة ويتم احتواء الأزمة عن طريق استيعاب نتائجها والرضوخ لها والاعتراف بأسبابها ثم التغلب عليها ومعالجة افرازاتها ونتائجها، بالشكل الذي يؤدي إلى التقليل من أخطارها.